هل يمكنك أن تقصف طريقك نحو السلام؟ مفارقة استراتيجية إسرائيل في سوريا
تعتمد إسرائيل منذ سنوات على نهج “الحرب بين الحروب”، أي شن غارات جوية متكررة داخل الأراضي السورية بهدف إضعاف التهديدات الإقليمية دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
الأهداف المعلنة:
1. منع إيران من ترسيخ وجود عسكري دائم في سوريا.
2. وقف تدفق الأسلحة الدقيقة والمتطورة إلى حزب الله في لبنان.
3. الحفاظ على هامش التفوق العسكري الإسرائيلي ومنع أي تغيير في ميزان القوى.
النجاحات التكتيكية: استطاعت هذه الضربات تدمير شحنات أسلحة ومراكز عسكرية تابعة لإيران وحلفائها، وأعاقت مؤقتاً بعض تحركاتهم. من الناحية العملياتية، حققت إسرائيل قدرة على الردع التكتيكي وأظهرت قدرتها على اختراق الأجواء السورية بشكل متكرر.
الفشل الاستراتيجي: رغم تكرار الضربات ونجاحها المحدود ميدانياً، لم تستطع إسرائيل تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في إخراج إيران من سوريا. النفوذ الإيراني ما زال قائماً، بل أصبح أكثر رسوخاً عبر الميليشيات الحليفة وشبكات الدعم اللوجستي.
المفارقة الأمنية: يخلق النهج الإسرائيلي دائرة عنف مستمرة، إذ إن كل غارة تؤدي إلى ردود فعل غير مباشرة أو تعزيز الانتشار الإيراني بأساليب بديلة، مما يجعل التهديد أكثر تعقيداً بدلاً من تقليصه.
مخاطر التصعيد: استمرار الضربات يزيد من احتمالية وقوع سوء تقدير أو رد غير محسوب من إيران أو حزب الله، ما قد يشعل مواجهة عسكرية أوسع على مستوى إقليمي.
الأثر على سوريا والمنطقة: الغارات الإسرائيلية تقوض سيادة الدولة السورية وتعمّق حالة الفوضى، كما تؤدي إلى إطالة أمد عدم الاستقرار في المشرق، مما يعقّد آفاق الوصول إلى سلام وأمن مستدامين.
الخلاصة: إسرائيل تحقق مكاسب آنية عبر “الحرب بين الحروب”، لكنها تواجه مأزقاً استراتيجياً يتمثل في استحالة قصف طريقها نحو سلام دائم، بينما يتزايد خطر الانزلاق إلى صراع إقليمي شامل.
🔴لمتابعة منصات الصحفي أيمن الحداد على كافة وسائل التواصل الاجتماعي اضغط على الرابط
https://linktr.ee/ayman.alhaddad